د. محمد فضل الله
القوة العظمى
الثروة القومية، الطاقة الكامنة، القوة العظمى تلك المصطلحات التي نستطيع أن ندرج تحت أي منها فئة "الشباب"، وإن كنت أميل لاستخدام مصطلح القوة العظمى عند ذكر هذه الفئة الحيوية التي تمثل نسبـة 21% من إجمالي السكان بمصرنا الحبيبة، وذلك طبقا لتقديرات السكان لعـام 2020 وفقًا لتقرير الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.
ربما يعجبك
تلك الشريحة الكبيرة من المواطنين المصريين التي لا تخلو منها أي أسرة مصرية كنز ومورد لا ينفد للطاقات والقدرات المنوعة والمتجددة التي يجب أن نراهن عليها في مسيرة بناء الدولة المصرية، فما يقوم به فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي من مشروعات وبرامج رائدة تستهدف تمكين الشباب وصقله وتأهيله بالصورة المطلوبة وإكسابه مهارات جديدة تعود عليه بالنفع سواءً في سوق العمل أو في الحياة الشخصية وتتوافق مع التحديات والتوجهات العالمية أمر يعد في غاية الأهمية ويحمل في طياته استشراف مهم لمستقبل الدولة المصرية.
فمحور الشباب هو محل اهتمام كافة دول العالم وخير دليل على ذلك إطلاق التحالف العالمي للشباب خلال المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، إحدى المبادرات ذات الأهمية الكبرى ألا وهي "مبادرة للتأثير في حياة 6 ملايين شاب وشابة بحلول عام 2022"، ما يبرز القيمة العالية لهذا القطاع الذي يمتلك العديد من المقومات التي تخدم المجتمع وتعزز مستوى القطاعات كافة، نظرًا لتنوع اهتمامات الشباب، بصفة خاصة في المرحلة الراهنة التي تشهد انفتاحًا كبيرًا على مختلف الثقافات، في ظل تبادل التجارب والمعارف بصورة يسيرة بفضل منصات التواصل الاجتماعي والطفرة المعلوماتية والرقية الهائلة والمتوافرة في كافة التخصصات والفروع العلمية والعملية.
فالأمر البالغ الأهمية يكمن في كيفية احتواء أبنائنا وبناتنا عبر تدشين جسور تواصل رقمية مستمرة وبرامج وخطط جديدة تتواكب مع الطفرة المعرفية التي لن تتوقف، وبحث كيفية توظيفها في المسار الصحيح الذي يخدم الدولة والمجتمع ويفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة التي ستجد الطريق الممهد للسير قدمًا وبثبات بخطوات واثقة نحو مزيد من التميز والازدهار والكفاءة والنجاح.
الاستثمار في تمكين وتطوير الشباب المصري يعد المشروع الأضمن الذي يدر أرباحًا غير متوقعة تمتد لعقود طويلة من الزمن، وتتضح نتائجها مع مرور الوقت لتصنع الفارق وتثبت جدارتها وأهميتها في وضع الرهان عليها.
جوجل نيوز
